ღ♥ღ‏عمق المشاعر ღ♥ღ‏
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ღ♥ღ‏عمق المشاعر ღ♥ღ‏

سبحان الله عدد ما كان وعدد مايكون وعدد الحركات وعدد السكون
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 هذا الجدار

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
jaddaoi
رئيس المنتدى
رئيس المنتدى
jaddaoi


عدد الرسائل : 293
العمل/الترفيه : كسول احتاج مساعد
عضومساهم :
هذا الجدار Left_bar_bleue100 / 100100 / 100هذا الجدار Right_bar_bleue

الاوسمه : هذا الجدار 5
تاريخ التسجيل : 21/12/2007

هذا الجدار Empty
مُساهمةموضوع: هذا الجدار   هذا الجدار Icon_minitimeالجمعة يوليو 31, 2009 3:22 pm











هذا الجدار Tarek_logo1
[size=29]هـذا الجــدار
الجـزء الأول


هذا الجدار T713-1
عزيزي عصام
كيف حالك وكيف الحياة في (ولنجتون) عاصمة نيوزيلندا؟.. أعتقد أنك نسيت كل شيء عن مصر منذ فترة.. لا ألومك كثيرًا فقد عانيت كثيرًا في الأعوام الأخيرة حتى إنك صرت تشتهي الفرار اشتهاءً.. لكن الوطن لفظة معقدة كثيفة، تشتمل على الأرض ورائحة الجو والبشر والسماء و.. و.. و.. لكل وطن نجوم خاصة به.. لكل وطن رائحة ليل خاصة به.. لا تقل إنك تعبت من كل شيء في مصر.. لا تقل إنك تعبت مني مثلاً
يعزينا عن فراقك أننا نقيم في شقتك بالعجوزة.. على الأقل هي تحمل رائحتك ولمساتك في كل شيء.. إنها الشقة التي عشت فيها أعوامًا طويلة وحدك، وهي الشقة التي أثارت خيال الكثيرين، حتى راحوا يتهمونك بأشياء كثيرة ناسين أنك مجرد أستاذ جامعي غريب الأطوار.. لست سفاحًا ولا ماجنًا ولا غارقًا في الفساد.. مجرد علامة استفهام آدمية أخرى، والبشر يمقتون علامات الاستفهام.. تذكر عندما رأينا تلك الحشرة الغريبة في شرفة دارك.. لم نتردد ونزع كل منا حذاءه واندفعنا نسحقها.. نحيلها غبارًا تناثر في الريح
هل كانت تلك الحشرة ضارة؟.. هل كانت سامة؟.. بالطبع لم نعرف وعلى الأرجح كانت حشرة بريئة، لكنها غامضة.. كانت علامة استفهام لذا كرهناها.. ولذا سحقناها
هكذا أنت.. شخص غريب الأطوار لابد أن يعتبره الناس عدوًا مخيفًا
في النهاية سئمتَ أنت كل شيء وقررت الفرار.. حصلتَ على تأشيرة للهجرة إلى ذلك البلد البعيد النائي نيوزيلندا.. لا أحد يعرف عنه إلا أن فيلم سيد الخواتم وحلقات زينا صوروا هناك.. من الواضح أنك لن تعود أبدًا
هذا الجدار T713-11
على كل حال أنا وزوجتي أحببنا شقتك فعلاً.. إنها جميلة بحق وتنم عن ذوق راق. مكتبتك ما زالت هنا وكذا معظم قطع الأثاث.. أنت لم تتزوج لهذا توقعنا أن نجد شقتك مقلب قمامة أو ساحة حرب، لكنك منظم تهوى النظافة بشكل مرضيّ
لم نحدث أي تغييرات كما تعلم لكن ذلك الجدار. ذلك الجدار الذي بنيته أنت والذي يقسم غرفة الصالون إلى نصفين.. هذا الجدار بصراحة يضيق علينا الغرفة كثيرًا.. كان طول الغرفة أربعة أمتار، فجعلها الجدار مترًا ونصف المتر.. كما أنك جعلت الجزء المعزول من الغرفة بلا أبواب ولا طريقة للدخول له. باختصار أنت جعلت الجدار مزدوجًا
هذا بيتك وأنت حر، لكن من حقي بعد أن صرت أعيش هنا وبعد ما صارت الشقة لي بعقد تمليك أن أفهم لماذا تصر على هذا الجدار. عندما سألتك عنه قلت لي إنك جمعت وراءه كل ما تملك من مهملات لا تريد أن تراها ولا تجرؤ على التخلص منها.. مثلاً مهدك وأنت طفل رضيع.. هذا شيء لا تريده ولن تستعمله أبدًا لكنك كذلك لا تطيق أن تلقي به في مقلب قمامة، أو تبيعه لبائع روبابكيا وغد يستعمله كمبصقة
مثلاً مجموعة صورك طيلة مشوار حياتك .. نحو خمسة صناديق مليئة بالصور.. هذه لا تريدها لكنك كذلك لا تطيق أن تحرقها. هكذا قررت أن تضع كل هذه الأشياء في هذا المخزن، وبنيت ذلك الجدار.. كانت شروطك واضحة هي أنك ستعطيني الشقة بسعر لا يصدق.. شقة فاخرة كهذه في حي راق كهذا بهذا السعر؟.. فقط هناك هذا التعهد الشرفي بعدم إجراء أي تغييرات
طبعًا هذا يتضمن عدم هدم الجدار.. لكن لم هذا الإصرار الغريب؟
-المخلص محمود-
*******
هذا الجدار T713-15
عزيزي عصام
كما قلت، كان من الواضح أنك راغب في عدم هدم الجدار.. أفهم هذا والله العظيم لكن زوجتي لا تفهمه.. بعد أيام من الحياة في الشقة قالت لي: كيف نستغني عن ثلثي حجرة الصالون بهذه البساطة؟
ـ لأننا أخذنا الشقة بهذا الشرط.. هناك من يلعبون الشطرنج فإذا خسروا اكتشفوا أن اللعبة سخيفة ومملة ومضيعة للوقت.. نحن لن نكون كهؤلاء
هكذا صمتتْ.. بعد أيام عادت تطلب مرة أخرى
أنت تعرف قصة ذو اللحية الزرقاء.. إنها تعبر بدقة عن فضول الأنثى.. زوجة ذي اللحية الزرقاء منحها زوجها قصرًا به 99 غرفة، لكنه اشترط ألاّ تفتح الغرفة المائة.. النتيجة هي أنها لم تعد تطيق الحياة، ولم تعد ترى في الكون كله إلا تلك الغرفة المائة.. ثم فتحت تلك الغرفة.. حسن.. أنت تعرف باقي القصة، وإن القلم ليسقط من يدي رعبًا.. لا داعي لهذه الخواطر، لكن قل هذا لزوجتي بالله عليك
مشكلة الزواج بالنسبة لشخصية كشخصيتي هي أن طلقاتك لا تصل لهدفها أبدًا.. هناك من يلوي معصمك في آخر لحظة، أو يضع حاجزًا أمامك أو يغطي عينك.. وأنا اعتدت أن أريد الشيء فيحدث
منذ أسبوع جاءت زوجتي مكتئبة وقالت لي: هناك روائح غريبة آتية من خلف هذا الجدار.. فلتقطع ذراعي إن لم يكن صاحبك نسي قطة ميتة هناك
ـ لا أدري لِم تخاطرين بذراعك يا عزيزتي.. إن بتر ذراعك لن يجعلك أجمل، فأنت –عدم المؤاخذة– لا تشبهين فينوس ميلو في شيء.. إن ما تقولين مستحيل
السبب هو أن الجدار مبني بالقرميد وهناك طبقة ملاط سميكة، مع طبقة دهان.. حتى لو كان الجيش الإسرائيلي كله ميتًا بالداخل فلن تتسرب رائحته. ثم إننا نتحدث عن عدة أشهر.. هذه هي الفترة التي تنتهي فيها البكتريا من مهمتها المقززة التي تقوم بها ببسالة وبلا اشمئزاز: إعادة النتروجين للتربة من جديد. أي أن أية جثة تتحول بعد هذه الفترة إلى عظام صقيلة نظيفة رائعة الجمال عديمة الرائحة
قالت لي زوجتي في إلحاح: لم لا نجلب أحد العمال ليحدث فجوة في هذا الجدار لنرى؟
قلت في حزم: لأننا وعدنا صديقي المسافر أولاً، ولأنني أعرف ما سيحدث.. سوف تصنعين الفجوة وتطلبين توسيعها.. ثم ترين أنه لا داعي لسدها من جديد.. تعالَ نوسعها أكثر.. وفي النهاية نجد أنك أزلت الجدار فعلاً برغم إرادتي، وأنني للمرة الألف لعبت دور الطفل الأبله.. لا.. أنا أرفض بعنف
على كل حال رحت أتشمم رائحة الجدار بعناية.. للنسوة حواس أكثر حدة من حواس الرجال هذا أكيد.. لكن لا رائحة لشيء ميت.. لو شئت الدقة لقلت إنها رائحة حساء الفاصوليا.. هذا لا يثير القلق
أنت تعرف النساء يا صديقي.. زوجتي تنهض في منتصف الليل صارخة غارقة في العرق... زوجتي تخشى الاقتراب من الجدار ليلاً
لقد جعل هذا الجدار حياتي جحيمًا بالفعل
هذا الجدار T713-14
أمس قالت لي في قلق: فلتقطع ذراعي إن لم يكن هناك شيء حبيس بالداخل.. هناك صوت خدوش على الجدار من الداخل.. أنا متيقنة من ذلك.. ثمة شيء يحاول الخروج
-المخلص محمود-
*******
منقول
[/size]




هذا الجدار Tarek_logo1
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://depth.ahlamontada.com
 
هذا الجدار
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ღ♥ღ‏عمق المشاعر ღ♥ღ‏ :: .::: همسات الخواطر والادب والشعر :::. :: منتدى المشاعر للقصص والروايات-
انتقل الى: